تتميز باحتضانها العديد من الحضارات على مر القرون الماضية، وضمها معالم طبيعية وتاريخية مختلفة، فضلاً عن شواطئ بحيراتها العالمية، حتى نالت وصف “ألماس شرقي تركيا”.
إنها ولاية “وان” شرقي تركيا، التي استقبلت مئات آلاف السياح المحليين والأجانب منذ مطلع العام الحالي، وذلك بفضل معالمها الطبيعية والتاريخية التي تعود إلى القرون الماضية.
تحوّلت “وان” بفضل الاهتمام السياحي الذي حظيت به مؤخراً، إلى مركز سياحي هام في منطقة شرقي وجنوب شرقي تركيا، وبالأخص بعد تطهيرها من عناصر منظمة “بي كا كا” الإرهابية، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها، لدرجة أنها باتت توصف بـ “ألماس شرقي تركيا”.
وعقب انتهاء عمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة، بادرت السلطات المعنية والوكالات السياحية في الولاية بالتعريف بها في المناطق الأخرى والمعارض السياحية، لتشهد “وان” إثر ذلك نشاطاً سياحياً هو الأكبر من نوعه في السنوات الأخيرة.
وتتميز “وان” بشواطئ بحيراتها التي تُصنّف ضمن السواحل ذات الرايات الزرقاء.
وتعدّ “الراية الزرقاء أو العلم الأزرق” علامة بيئية تمنحها مؤسسة التعليم البيئي العالمية غير الحكومية (FEE) للشواطئ والموانئ التي تستوفي معايير معينة مثل جودة الماء، والإعلام والتّثقيف البيئي، والإدارة والسلامة البيئية.
ويمكن للسيّاح الذين يقصدون “ألماس شرقي تركيا”، زيارة قلاعها التي تعود إلى القرون الماضية، وكنائسها وجوامعها التاريخية، إضافة إلى شلالات مرادية والبحيرة التي تحمل نفس اسم الولاية.
كما يحظى زوّار الولاية التركية بفرصة الاستمتاع بمشاهدة هجرة أسماك “البوري” في بحيرة “وان”، إلى المياه العذبة بغرض التكاثر.
وتخوض أسماك البوري (تُعرف في تركيا بلؤلؤة البوري) رحلة شاقة، لكونها تهاجر عكس تدفق مياه البحيرة، أملا بالوصول إلى مياه عذبة من أجل وضع بويضاتها، في مشهد يجذب عشاق التصوير والطبيعة.
ومن أبرز ما تشتهر به “وان”، هي فصيل خاص من القطط التي تتميز بلونها الأبيض، وفروها الحريري، ومشيتها التي تشبه مشية الأسد، وذيلها الطويل الشبيه بذيل الثعلب، وألوان عينيها المختلفتين عن بعضهما.
وفي حديثه للأناضول، قال مدير الثقافة والسياحة بولاية “وان”، مظفّر آقطوغ، إن الولاية تشهد مؤخراً إقبالاً سياحياً كبيراً، من قبل الزوار المحليين والأجانب.
وأوضح أن “وان” اكتظت بالزوار خلال عيد الفطر، حيث كانت الفنادق ودور الضيافة ممتلئة بالكامل.
وأشار إلى أن كثافة الإقبال السياحي للولاية، انعكس إيجابياً على مختلف قطاعاتها من الناحية الاقتصادية.
وأضاف أن الإيرانيين شكّلوا 90 بالمئة من الزوار الأجانب، وذلك رغم تقلص أعدادهم في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها بلادهم.
وأفاد بأنهم يعملون على تعويض النقص الحاصل في أعداد الزوار الأجانب، عبر جذب المزيد من الزوار المحليين، مؤكداً أنهم نجحوا في تحقيق ذلك.
وتابع قائلاً: “استقبلت وان خلال الأشهر الـ 5 من العام الجاري، 250 ألف زائر، 68 ألف منهم من الأجانب. وهناك سياح غير مسجلين في السجلات الرسمية، ممن يقيمون في الشقق الخاصة، حيث يصل مجموع أعداد زوار الولاية عند ضم هؤلاء أيضاً، إلى 350 ألف سائح خلال الفترة نفسها.”
بدوره، أعربت غولدان تاجر، إحدى زوار الولاية التركية، عن سعادتها لزيارة “وان” ورؤية التغيرات التي طرأت عليها خلال السنوات الأخيرة، مقارنة بما كانت عليه قبل سنين عدة.
Source: https://www.turk-now.com/